الدكتور يوسف ابو عصبة

اخطاء شائعة بالتعامل مع شرب المواد الكاوية

على عكس الكثير من دول العالم، حالات شرب المواد الكاوية والمنظفات خاصة من قبل الاطفال ما زالت متواجد في مجتمعاتنا، والمحزن اكثر انه ما زال هنالك الكثير من الاخطاء الشائعة في التعامل مع هذه الحالات سواء من العائلات او حتى من الطواقم الطبية نتيجة لندرة التعامل مع هذه الاصابات نسبيا.

ساحاول ان اطرخ في مقالي بعض المضاعفات التي يتم اهمالها في التعامل مع هذه الاصابات وكيفية تجنبها

اولا: الشردقة، وتسريب بعض هذه المواد او الاستفراغ الى الجهاز التنفسي: 

معظم التركيز من الاهل ومن بعض الطواقم الطبية تكون على الجهاز العضمي في هذه الحالات، ويتم اهمال امكانية التشردق ودخول بعض السوائل الى الجهاز التنفسي، هذا قد ينتج عنه مضاعفات خطيرة قد تكون اخطر بكثر من اصابة الجهاز العضمي، هذه المضاعفات قد تظهر اعراضها مباشرة بعد الاصابة او خلال ٤٨ ساعة.

ثانيا: تسريب المريء: 

وهذا اكثر المضاعفات خطورة وحاجة الى تقييم سريع ومتكامل يشمل معرفة نوع وكمية المادة الكاوية التي تم اخذها - دائما حاول ان تاخذ علبة هذه المادة معك الى الطوارئ - واجراء صور الاشعة ومنظار المريء - ضمن شروط واحتياطات معينة - لتقييم المريض، اهمية التشخيص المبكر لاي تسريب مريئي قد تشكل فرق بين حياة او موت بالنسبة للمريض، التعامل الجراحي المبكر لتسريب المريء قد يقلل فرصة المضاعفات بنسبة قد تصل الى ٨٠٪ وقد ينقذ حياة المريض . 

ثالثا: التضيق المريئي: 

وهذه ايضا من الاخطاء الشائعة، نجد ان المريض يتم تقييمه طبيا ويطمئن الاهل عليه ويذهب الى البيت دون ان يتم اخبار الاهل باهمية المراجعة مع جراح صدر\ او اخصائي جهاز هضمي، ليجد المريض نفسه بعد بضعة اسابيع او اشهر بدأ يشكو من صعوبة بالبلع تسوء تدريجيها !! 

في كثير من الحالات تسبب المادة الكاوية ضرر معين في جدار المريء، بعد اسابيع يلتئم المريء ليترك مكان هذا الضرر ندبات تسبب تضيق في قطر هذا المريء، التشخيص المبكر لهذه الندبات والتعامل الطبي معها يزيد من فرصة علاجها والتغلب عليها، والعكس صحيح، الكثير من الحالات تصل الينا متاخرة للأسف لقلة الوعي والتوجيه وهذا يزيد من صعوبة علاجها. 

رابعا: سرطان المريء: 

في حالات معينة - واكرر هنا في حالات معينة - المريء المصاب بحروق من مادة كاوية تزيد فيه فرصة الاصابة بسرطان المريء بشكل كبير ( قد تصل الى عشرات الاضعاف ) ويتم تشخيصه بعد عدة سنوات، الاساس هو توجيه هذه الحالات المعينة ليتم تقييمها وازالة بقايا المريء المتضررة لتقليل فرصة الاصابة بالسرطان ( عادة هذه الحالات تكون قد خضعت لعملية استبدال للمريء عند اصابتهم بالمواد الكاوية ولكن لم يتم ازالة المريء القديم \ المتضرر ) 

عافانا الله واياكم من كل مكروه 

د. يوسف عاطف ابو عصبة 

٣\٨\٢٠٢٠